الجمعة، فبراير 24، 2006

حتى يكون 17 فبراير حلقة في تاريخ الإنعتاق


وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُ
و للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ

الأحداث في بنغازي تتواصل ...
شباب من صغار السن يقومون بالدور الرئيس...
النظام حاول إحتواء الأزمة من خلال التعتيم من ناحية و التلبيس من ناحية أخرى- الإحالة على التحقيق لمدير الأمن العام و نقل مرضى للخارج و "شهداؤنا" و...و...
الغبية هدى بن عامر-أمينة اللجنة الشعبية ببنغازي- حين سؤلت على الجزيرة ليلة أمس- عن الضحايا الذين سقطوا من أجل "حماية السلك الدبلوماسي" كما قالت!
أي سلك و أي دبلوماسية- و أي دبلوماسي يساوي قطرة دم من أبناء ليبيا الشرفاء؟
"و كانت إجابتها الأخري حين ذكر لها عدد الشهداء يوم الجمعة قالت: "ذلك لتعلم اوربا نحن كم ضحينا
من أنت؟ و من الذي ضحى؟ و في سبيل من؟
مال هؤلاء القوم من أزلام القذافي لا يكادون يفقهون حديثا؟

الإنتفاضة بينت أمور و أوضحت أولويات في العمل الوطني، منها عدم وجود بنية تحتية للمعارضة حتى على شكل خلايا نائمة مدربة على أعمال قيادة و توجيه العصيان المدني، و قادرة على إستغلال تقنيات حديثة لخرق الحصار المعلوماتي الذي يفرضه القذافي. و منها أيضاً التركيز إلى حد ربما يكون مبالغ فيه على "الرأي العام العالمي" و الإعلام العالمي...
الإعلام العالمي و "الرأي العام العالمي" لن يحرر لنا ليبيا الحبيبة. من سيحرر ليبيا هم أبناء ليبيا، الإعلام العالمي إذا رأى الأحداث وصلت إلى حد من التفاقم يمكن أن يبدي بعض الإهتمام لكنه لن يدخل المعركة نيابة عنا نحن الليبيون
و منها كذلك غياب دور الجامعات و فئة الطلبة فيها تحديداً، مُلفت للنظر و لابد من إعادة النظر في فرضية سَرت و انتشرت: وهي أن طلبة الجامعات في ليبيا الأن "لا يفقهون شيئا" و "غير مثقفين سياسيا" و "ليسوا بمستوى طلبة الجامعات الليبية في الستينات و السبعينات بل و حتى الثمانينات من القرن المضي". و حتى على إفتراض بعض الصحة في هذا الطرح، فمسئولية من أن تركنا الجامعات و طلبتها على هذا الحال؟
طلبة الجامعات هم مواطنوا الغد، و عليهم -كما على باقي شباب ليبيا تقع مسئولية بناء ليبيا المستقبل، و هم فئة أهملت لظروف ما خلال العشرين سنة الأخيرة- وهذا أمر رغِبه القذافي جداً و باركه لعلمه بالدور الخطير الذي يمكن أن تلعبه فئة الطلبة الجامعيين في مقاومة حكمه الظالم...

هل إختلف اسلوب النظام في التعامل مع معارضيه من خلال نموذج أحداث 17 فبراير؟
الحقيقة لم يختلف الأسلوب، فأساسه القمع و إستعمال القوة دون ضابط (إستشهاد 11 مواطناً على الأقل، مع إصابات لا يعلم عددها إلا الله، الإنتشار العسكري حول بنغازي، المناورات الهزيلة التي حضرها الصعلوك الساعدي و خالي الوفاظ و البرعم خميس مع حضور اللواء -موظف المراسم بوبكر)، و يمتد إلى محاولة شراء الدمم و إسكات الأصوات المرتفعة بالمال و محاولة إستخدام نفوذ رؤوس القبائل وهنا يتضح الدور الخطير المنوط بما يسمى "بالقيادات الشعبية"، و التعتيم الإعلامي.
هل هو نجح؟ إلى حد كبير نعم نجح في الأول و الثالث و هو لا يزال مستمر في الأسلوب الثاني.

ماذا عن الشارع الليبي، رغم الإحتقان الشديد في الشارع الليبي كان غياب الوعي الحركي واضحاً. إن الذي يعمل جاداً للتخلص من ظلم القذافي و زمرته لا يبدأ في التفكير فيما يجب عليه فعله عند وقوع أحداث كأحداث بنغازي، و لا يجب أن تفاجئه مثل تلك الأحداث فيعجز عن توظيفها لمصلحة القضية الوطنية. دور فئة الشباب و حماسهم كان واضحاً في أحداث بنغازي الإسبوع الماضي لكن غياب الجامعات كان مقلقاً للغاية.
"المعارضة" في الخارج: عليها إعادة النظر في حساباتها و أساليبها و إستراتيجيتها، فهي و إلى حد بعيد لازالت تعمل بأساليب الثمانينات: إجتماعات متباعدة، و بيانات في مناسبات، و يلعن بعضها بعضا. إجتمعت في لندن الصيف الماضي و كأن إجتماعها هدف لذاته، و غير بيانات متباعدة لا شيء يذكر.
السؤال هو هل تجاوز الشارع الليبي المعارضة الليبية بكل فصائلها في الخارج و بالتالي على "المعارضين" في الخارج قراءة الواقع و الشارع الليبي قراءة واعية و تغيير طرحها و أساليبها للحاق بالشارع الليبي؟

المراهنة على الأجنبي و لوم الإعلام العالمي و العربي لن يجدي شيئاً، الإعلام العالمي يبحث عن الحدث و فترة إنتباهه لأي حدث قصيرة جداً إبتداءً، و في الحالات القليلة التي يواصل فيها تغطية قضية ما فلأن أطراف ما تعمل بجد و مثابرة على إستدامة تصدر و كثافة تغطية وسائل الإعلام لذلك الحدث. الإعلام العربي يسري عليه بعض ذلك و له حسابات أخرى يفرضها مالك المؤسسة الإعلامية أو الدولة المقر.

للإنتقال بالقضية الوطنية في ليبيا إلى الأمام و التي تشكل أحداث 17 فبراير التي سطرها شباب بنغازي بدمائهم حلقة من حلقاتها، علينا إستشعار أن هذه القضية ليست لهواً نعطيه أفضال أوقاتنا، بل هي هم يومي و دَين قائم نحن دافعوه أملاً لغدًٍ أفضل تنعم فيه بلدنا الحبيبة ليبيا بالحرية و العدالة و النماء، فإن قَصرت أعمارنا عن ذلك فلنعمل على أن تكون ليبيا كذلك لأبنائنا من بعدنا.

هناك مساحات للعمل الوطني متاحة داخل ليبيا غير مستغلة- و ليس من الضروري إفتراض أن كل عمل وطني هو عمل سياسي مباشر. فمقاومة الفساد و فضحه و تعريته عمل وطني، و التمسك بالحقوق و عدم التفريط فيها عمل وطني، و إتقان العمل و التفاني فيه واجب وطني.

أما المعارضة الليبية فعليها تبني أهداف محددة و واضحة مع الإستمرار في العمل من أجل تحقيقها. من هذه الأهداف: الإفراج عن السجناء السياسين بدون شرط أو قيد، و إطلاق الحريات العامة في التعبير و التجمع و الإنتظام في مؤسسات أهلية إلغاء قوانين العقوبة الجماعية، و إلغاء و تصفية جهاز اللجان الثورية و تنحية رموزه من مواقع القرار في الدولة، محاربة الفساد المالي في أجهزة الدولة بكافة مستوياتها، و تشكيل وزارة من المختصين لا تتضمن الوجوه التي ملّتها الأعين و أثبتت فشلها في الماضي، و إعتماد ميزانية متوازنة للدولة يتم الإلتزام بها بدقة دون إستثناءات، و الإحالة على المعاش لكبار الضباط الذين أزكمت رائحة فسادهم المالي الأنوف و عدم تقليدهم أي مناصب تنفيذية في الدولة مع مراجعة الثروات الشخصية لكبار الضباط حتى الذين تقاعدوا منهم حديثاً، تنحية أبناء القذافي من أي مناصب تنفيذية في الدولة و إلغاء صلاحياتهم، و إلغاء ما يسمى بإعلان سلطة الشعب، البدء بصياغة مشروع دستور ليبي جديد و إلغاء كل صلاحيات القذافي.

و إن غداً لناظره قريب
الحفيان
http://tripoli-blogger.blogspot.com

السبت، فبراير 18، 2006

صبراً بنغازي فإن غداً لناظره قريب

" أفادت الوكالة الفرنسية (أ. ف. ب.) للأنباء في تقارير لها من طرابلس وروما أن عددا من القتلى سقط اليوم (الجمعة 17 فبراير) خلال مواجهات بين الشرطة الليبية ومتظاهرين اقدم بعضهم على احراق قسم من المبنى الذي توجد فيه القنصلية الايطالية في بنغازي... "
صبراً بنغازي...
ما أرخص حياة البشر في بلدي...
لا أقل من تسعة شهداء- نحسبهم كذلك- في شوارع بنغازي في مظاهرة أرادها النظام للدعاية الرخيصة...
لكن صدق مواطنينا في بنغازي لا يعرف الزيف...
فخرجت هذه الجموع لتعبر بصدق عن غضبها عن من أساء لنبيها المصطفى صلى الله عليه و سلم...
و لعلها إحتشدت المشاعر في قلوب الصادقين من أبناء بنغازي خلال المظاهرة...فالشارع في ليبيا و في بنغازي تحديداً مشحون أصلاً...
فخرجت المظاهرة عن سيطرة أزلام النظام...و تحولت إلى مظاهرة غضب صادق لكل ما أصاب أبناء هذا الوطن و الأمة جمعاء من هوان...
أزلام النظام لم يتعودوا صدق المشاعر...هم لم يتعودوا إلا المسيرات المليونية المسيّرة و الباهتة...
و لأجل عيونك يا إيطاليا...يُعدم الشرفاء من أبناء ليبيا في شوارع بنغازي برصاص أزلام النظام...

هل تساوي قنصلية إيطاليا في بنغازي أو حتى إيطاليا كلها قطرة دم طاهرة من دم مسلم خرج غاضباً لنبيه؟

لأزلام النظام و أفراد أجهزة الأمن خاصة الذين كانوا منهم حضوراً في أحداث أمس الجمعة نقول:
الذين أطلقتم عليهم النار هم أخوة لكم شرفاء خرجوا غضباً لنبيهم صلى الله عليه و سلم...
الذين قتلوا منهم -أو اصيبوا اصيبوا برصاصكم...
فانظروا ماذا أنتم قائلون لربكم يوم الحساب؟
إنه و الله الذي لا إله غيره لن يغنيَ عنكم أنكم من أفراد الأمن و لا أنكم كنتم تنفذون أوامر صادرة لكم...
لن يغيَ ذلك عنكم ولا عن أمثالكم شيئاً...
فالله الله في الدماء...فإنه لن يغنيَ عنكم القذافي يوم الحساب شيئاً فكل نفس بما كسبت رهينة...

أما للقذافي فنقول ( فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )، وإن غداً لناظره قريب...

ولكل أبناء ليبيا نقول: إن طريق الحرية ليس معبداً بالورود و للحرية ثمن لابد نحن دافعوه...إذا أردنا حياة كريمة عزيزة لنا و لأولادنا من بعدنا...
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُو
للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ

و لنعلم أنه من يتهيب صعود الجبال ...يعش أبد الدهر بين الحفر.

الحفيان

"ينتهي الفساد حين يتوقف "الرفس و التردّي

دخلت هذه الليلة مقهى النت هذا و في هذه الساعة المتأخرة من ليالي بلادي و كلمات تكاد تخنقني، و لست مبالياً بسُحب دخان السجاير التي لا زالت تُبخر القاعة منذ الصباح، لكن ما يخنقني أكثر هو هذه المفارقات العجيبة في المجتمع الحر السعيد.

لا شك أن مبادرة اللجنة الشعبية العامة برئاسة الدكتور شكري غانم بإنشاء صفحة على الإنترنت كانت خطوة جيدة في طريق إيصال المعلومة عموماً لليبين – أو بعضهم على الأقل دون أدلجة الإذاعة الليبية و غباء إعلام المجتمع الحر السعيد، و أنا هنا إستخدمت تعبير "بعض الليبين" لأن الكثيرين منّا شغلوا عن الإهتمام بما يدور في بلدهم و ما يُحاك لهم.
سأعترف بأنه إنتابني بعض الشعور بالذنب لبعض الوقت بعد أن قرأت بعض ردود د. شكري غانم على موقع اللجنة الشعبية العامة و هو يتحدث عن أسباب البطالة و تضخم الجهاز الإداري و الفساد المالي و الإداري في الدولة، و كيف أن زيادة الأجور بحد ذاتها ليست حلاً للمشاكل الإقتصادية للشعب الليبي. إنتابني ذلك الشعور لأنني أحسست أنّي ربما من بين كثيرين ممّن ظلموا الرجل، فهو وضع بين السندان و المطرقة، و لعله يحاول وسعه لتحسين الأوضاع في ليبيا في ظروف صعبة و بين أطراف لعبة ليس هو أقواها.

و مع هذه الرياح الآتية عبر الاطلسي يأتي أحد الأدعياء ممن نُسبوا إلى هارفارد ليقدم لليبيين و الليبيات حلاً جاهزاً لمشاكل ليبيا الإقتصادية الهيكلية، و لا يُنتظر من الليبين إلا أن ينزعوا الغلاف عن هذا الحل الأعجوبة و الذي و بحلول 2019 تصبح معه ليبيا منارة للتحول الإقتصادي و إعادة الهيكلة الإقتصادية و نمودجاً يُحتدى به في المنطقة و العالم. كيف لا و قد أتى هذا الحل المعلب من أمريكا و من أحد منتسبي هارفارد تحديداً، و هل ينطق هؤلاء على الهوى؟! و هل يُناقشون فيما يقولون؟
و دُعي للإستماع لهذا الدعيّ كل أساتذة الإقتصاد في الجامعات الليبية و طلبة الإقتصاد و كل من له -و من ليس له- علاقة بالإقتصاد ليسمع لهذه الدُرر!!
و لا أدري هل أنا أعجب من هذا اليانكي الذي أجزم أنه لا يفقه كيف تُدار الأمور في المجتمع "الحر السعيد"، و لا كيف و لماذا و صلت الحال في ليبيا إلى ما وصلت إليه؟ و كم دامت دراسته "الميدانية" للأوضاع في ليبيا، و هل تراه تمكن من فرصة المرورعلى المدرج الأخضر ليستفيد و يستزيد من حِكم بو دبّوس؟
أم أنا أعجب من بلدي التي صار تخطيط مستقبلها و اللعب بمقدراتها لعبة يتسلى بها الرعاع من القوم؟ و مصيره موضوعاً لتصريحات متتالية ممن يريدون أن يثبتوا لأطراف في الغرب بعضاً من مؤهلاتهم و يدللوا على أنّ الحكم الفردي و الدجل مرض وارثي...

د. شكري غانم في ردوده على موقع اللجنة الشعبية العامة أشار إلى أن الفساد – المالي و الإداري ظاهرة عالمية موجودة في كل الدول، و هذا حقًّ، لكن فرقٌ بين أن يكون الفساد المالي و الإداري هو القاعدة و نقيضه الإستثناء.
لماذا يا دكتور يتفشى الفساد المالي و الإدراي في المجتمع "الحر السعيد" رغم جهاز الرقابة الشعبية و اللجان الثورية في كل مكان و القوافل الثورية و لجان التطهير و الصحافة الخضراء و حتى لجان مؤتمر الشعب العام التي شُكلت مؤخراً لتتبع الفساد الإداري و المالي في جهاز الدولة، و قبل هذا و بعده مع وجود القيادة التاريخية؟؟؟
يا دكتور، لعلك تعرف جيداً أن الفساد المالي و الإدراي سينتهي إذا إجتمعت شروط و إنتفت موانع: ينتهي مع وجود إطار قانوني للدولة من منظومة قوانين صاغها عُقلاء هدفهم مصلحة البلاد و العباد و ليس صياغة الدُرر مما نظمه "القايد" في خُطبه و "توجيهاته".
ينتفي إذا أدرك المواطنون أن أرواحهم و أعراضهم و أموالهم و كرامتهم و كل حقوقهم المادية و المعنوية مُصانة في دولة القانون.
ينتفي الفساد في جهاز الدولة إذا أدرك المواطنون إمكانية الدفاع عن حقوقهم المادية و المعنوية أمام قضاء نزيه، لا قضاء تُباع فيه القضايا -و لكل قضية و لكل قاضٍ ثمن!
ينتفي الفساد حين يُولى المسؤل طبقاً لمقياس الكفاءة لا غير، و ليس لسجل إنجازاته في مكتب الإتصال باللجان الثورية و ما أدراك ما مكتب الإتصال...
ينتفي الفساد حين ينتهي هذا السفه في جهاز القرار في الدولة الليبية و هذا التخبط و الشلل، حين لا يتحرك شيء في جهاز الدولة إلا إذا أذن "القايد" و حين يكون الأصل في الأشياء المنع إلا أن يأذن "القايد"!
فلا يجتمع برلمان البلاد إذا نسي "القايد"!
و لا عليكم فأمور الدولة "ماشية" سواء إجتمع مؤتمر الشعب العام هذه السنة أم لم يجتمع، فالميزانية أقرت، و ما الذي سيُناقشه المُجتمعون؟
و لكن قبل ذلك على أي أساس أقرت الميزانية أصلاً؟؟؟؟

يا دكتور، الفوضى في البلد و ما يترتب عنها لن تتوقف طالما أصرّ "القايد" -و كلماته بموجوب قانونٍٍ ساري المفعول في ليبيا "منهج عمل"- طالما أصرّ "القايد" أن يتدخل في كل شيء و يقول:
"أي طالب من الثانوية يعدي يدخل الكلية إلي يبيها"!
و "ما تقولوا أن الكلية ما تتحمل و ما تتسع، دبّروا"!
هذي هي يا قايد "أنتم دبّروا"!!
ينتهي التخبط يا دكتور حين لا يستطيع أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الليبية الصمت حين ما يسمعوا لتوجيهات هي بحكم القانون بمجرد النطق بها، لا لشيئ إلا أنها قالها "القايد
ماذا أصاب عقولكم؟
و من ذا الذي لا يُسأل عمّا يفعل و كلماته لا تُناقش؟
لقد جادل بعضكم في كل شيء حتى في مُحكمات الشرع! فما بالكم؟
لم يستطع هذه المرة حتى رجب بودبّوس أن يصمت، و نطق لتنبيه قائده أنه لا معنى لوجود ثانويات تخصصية و معاهد متوسطة إذا سُمح لخريجي هذه المؤسسات الدخول للجامعة و لأي كلية شاؤا- حسب توجيهات "قايد النصر و "التحدي
ينتهي الفساد المالي و الإداري و التضخم المفرط في جهاز الدولة و الهدر في المال العام و الهبوط في مستوى الخدمات الصحية و في مستوى التعليم بكل مستوياته من الإبتدائي إلى أكادمية صالح إبراهيم حين يتوقف "الرفس "و التردّي
و لن نحتاج عندها لخبراء من هارفارد و لا ستانفرد ففي الشرفاء من أبناء ليبيا الكفاية و إن غداً لناظره قريب.

الحفيان

الأربعاء، فبراير 08، 2006

ليست عبّارة موت واحدة

ما وصل من أخبار هذه العبّارة و هذه المأساة و التي راح ضحيتها ما يقرب من ألف من بسطاء الناس قضوا غرقاً في البحر الأحمر و طريقة تعامل الإعلام المصري معها و ردة فعل الحكومة المصرية و الشركة المالكة، كل ذلك يلخص مأساة الشعوب المتخلفة.
أرواح الناس رخيصة بشكل!
عبّارة متهالكة + شروط سلامة معدومة + ظروف تشغيل خطيرة + مستهلكين غلابة لا يجرؤن على الإعتراض على شيء و لا أن يقولوا للمخطيء: أنت مخطيء + رقابة منعدمة أو فاسدة، و على بابك يا كريم.
وحين يقع المحضور و تحل الكارثة، علينا أن نحوقل و ندفن موتانا أو أن نستخرج شهادات وفاة – و نعود كما كنّا.
هذه ليست الحادثة الكارثة الأولى من كوارث المواصلات في أكبر دولة عربية، فقبلها قطارات و عبّارات و طائرات، و سيكون بعدها الكثير أيضاً. و كل ما في مصر من تخبط و تخلف عندنا منه في جماهيرية الشعب الحر السعيد الكثير و لدينا مزيد.
أحد ما يميز دول العالم الأول حين الحوادث و الكوارث، هو طريقة التحقيق التي تتبع هذه الحوادث، و التي لا تهدف إلى تحديد المسئولية- و الذي يلحقه العقاب فقط، بل- و هذا الأهم يهدف التحقيق إلى أن تحول توصياته من أن تقع الكارثة أو الحادثة مرة ثانية لتوفر نفس الأسباب. هذا ما يمكن وصفه بتشريح الحدث.

أذكر أن أعلى ضباط الدفاع المدني قال بعد حريق الطريق السريع أن سيارات الإطفاء كانت في مكان الحادث بعد ستة دقائق تحديداً!!! ستة دقائق يا أفندينا لا تكفي لخروج سيارات المطافيء من مخابئها فضلاً على دخول السريع و وصول مكان الحريق- مستعملة طبعاً حارة الطوارئ في الطريق السريع!

تبحثون عن عبّارات الموت، إنها و للأسف كثيرة، الافكوات و الطرق و محطات البنزين و الصيدليات و المستشفيات العامة منها و الخاصة ...إلخ.

المواطن في عالمنا العربي إنسان مقهور، و يدخل في ذلك المواطن في المجتمع الحر السعيد، هذا و إن قرر القائد ال...ال...ال...أن ليبيا لم تعد عربية و أن إنتماءها هو لأفريقيا- و كأن الأخيرة جنة الله على الأرض. مواطننا يا سادة وصل به القهر إلى حدّ أنه لم يعد قادراً حتى على ردّ الفعل فضلاً عن أن يكون فاعلاً، و حتى حين يستفز في مقدساته تأتي ردة فعله بمصائب أكبر.
المواطن في هذا الجانب من العالم أُنسي أن من حقه أن يقول لا للظلم و الإهمال و العبث...أنسي أنّ من واجبه أن يقول لا للظلم و الإهمال و العبث، نعم من واجبه ذلك – و من واجب النخبة منه بالذات أن يقف ضد الظلم و الإهمال و العبث. لكن هل فعلاً لدينا نخبة؟ و لنا عودة لهذه النخبة المتخلفة
الحفيان
El7efyan@yahoo.co.uk

نقابة أطباء أم وكالة إستيراد سيارات

بعد غياب عن ليبيا مع قريب لي سافرت معه للعلاج إلى إحدى العواصم الغربية, عدنا أدراجنا بعد أن أخبرنا الأطباء هناك أن الحالة متقدمة و أن لا علاج لها ناجع في هذه المرحلة. هذا الجواب كان من الممكن جداَ أن نتلقاه في ظروف أفضل و دون الحاجة للسفر لو أن مؤسسات الرعاية الصحية في المجتمع الحر السعيد كانت على غير ما هي عليه- و لنا عودة إلى هذا الموضع إن شاء الله.
حين إشتكى قريبي هذا- عافاه الله تعالى و السامعين- و ذهب يبحث عن الرعاية الصحية في أحد قلاع الصحة و التي بنيت بعناية فائقة جداَ- حتى أن إستغرق بناؤها و تجهيزها 30 سنة فالمجتمع الحر السعيد لا يترك شيئا للصدفة- حين بحث عن الإجابة الطبية المهنية عن أسئلة من الطبيعي أن تدور في خلد أي مريض- نهره أحد أساتذة الطب في المركز الطبي بطرابلس قائلاَ: إمشي ما عنديش ما نديرلك. قريبي هذا إشتغل طوال عمره و دفع كل الضرائب المستحقة عليه من قبل الدولة ليكسر خاطره من قبل أحد أشباه المتعلمين ممن يصرون أن لا يخاطبهم الناس بدون لقب الأستاذ الدكتور- و لكن أنّا لهؤلاء الجهلة أن يعوا معنى الحقوق و الواجبات المترتبة على المواطنة.
في صهريّة في بيت هذا القريب ذكر أحد الحضور أن ثمن الهوندا الجديدة هو 15 ألف دينار و متوقع أن يصل الثمن إلى 18 ألف دينار في السوق السوداء. سألت أين تباع هذه الهوندات و ما هي قصتها؟ فبادرني صاحبي بالقول أن نقابة الأطباء هي التي تأخذ الحجوزات و أضاف أنّي إذا أردت الحصول على واحدة فما علي إلا أن أبحث في إسرتي عن طبيب و إن كان طبيب إمتياز و أبادر بالحجز و من ثم إستخراج السيارة ثم بيعها، و الواحد يكسب ما كتب ربي.
السؤال: هذه ليست صفقة السيارات الأولى لهذه النقابة, فهل قامت هذه القلعة من قلاع المجتمع المدني بكل و اجباتها و حققت كل أهدافها كي تتفرغ لإستيراد السيارات؟ ثم لماذا هذه المؤسسة -الغير تجارية قادرة دون غيرها على هذه الصفقات؟ و من هم القائمون على هذه النقابة المهمة و الذي أكاد أن أجزم أنهم لم يفقهوا العمل النقابي و لا هم مارسوه في يوم من الأيام؟ و أمر هذه النقابة واحد من إثنين: فهي إما تقدم هذه الخدمات من البحث عن هذه السيارات في أصقاع العالم و النظر في الأسعار و الشحن و غير ذلك، ثم إدارة الحجز و تسلم السيارات و إخراجها من الموانيء و من ثم تخزينها قبل تسليمها إلى الحاجزين- عملية طويلة- إما أنها تقوم بها صدقة على بابك يا كريم، و في هذه الحالة لنا أن نسأل من يغطي هذه المصاريف؟؟؟؟؟ أو أنها تقوم بها مقابل ربح و في هذه الحالة أنّا لها ذلك؟ و في الحالين فهذه العملية بأكملها لا تدخل ضمن مهام و لا أهداف نقابة الأطباء.
أوليس الأحرى بهذه النقابة أن تدرس و تنشغل و تحاول الجواب عن أسئلة المرضى الليبين- مواطني المجتمع الحر السعيد الذين شقوا أصقاع الأرض بحثاَ عن إجابات لأسئلتهم و علاج لمرضاهم؟

الحفيان