الأربعاء، فبراير 08، 2006

نقابة أطباء أم وكالة إستيراد سيارات

بعد غياب عن ليبيا مع قريب لي سافرت معه للعلاج إلى إحدى العواصم الغربية, عدنا أدراجنا بعد أن أخبرنا الأطباء هناك أن الحالة متقدمة و أن لا علاج لها ناجع في هذه المرحلة. هذا الجواب كان من الممكن جداَ أن نتلقاه في ظروف أفضل و دون الحاجة للسفر لو أن مؤسسات الرعاية الصحية في المجتمع الحر السعيد كانت على غير ما هي عليه- و لنا عودة إلى هذا الموضع إن شاء الله.
حين إشتكى قريبي هذا- عافاه الله تعالى و السامعين- و ذهب يبحث عن الرعاية الصحية في أحد قلاع الصحة و التي بنيت بعناية فائقة جداَ- حتى أن إستغرق بناؤها و تجهيزها 30 سنة فالمجتمع الحر السعيد لا يترك شيئا للصدفة- حين بحث عن الإجابة الطبية المهنية عن أسئلة من الطبيعي أن تدور في خلد أي مريض- نهره أحد أساتذة الطب في المركز الطبي بطرابلس قائلاَ: إمشي ما عنديش ما نديرلك. قريبي هذا إشتغل طوال عمره و دفع كل الضرائب المستحقة عليه من قبل الدولة ليكسر خاطره من قبل أحد أشباه المتعلمين ممن يصرون أن لا يخاطبهم الناس بدون لقب الأستاذ الدكتور- و لكن أنّا لهؤلاء الجهلة أن يعوا معنى الحقوق و الواجبات المترتبة على المواطنة.
في صهريّة في بيت هذا القريب ذكر أحد الحضور أن ثمن الهوندا الجديدة هو 15 ألف دينار و متوقع أن يصل الثمن إلى 18 ألف دينار في السوق السوداء. سألت أين تباع هذه الهوندات و ما هي قصتها؟ فبادرني صاحبي بالقول أن نقابة الأطباء هي التي تأخذ الحجوزات و أضاف أنّي إذا أردت الحصول على واحدة فما علي إلا أن أبحث في إسرتي عن طبيب و إن كان طبيب إمتياز و أبادر بالحجز و من ثم إستخراج السيارة ثم بيعها، و الواحد يكسب ما كتب ربي.
السؤال: هذه ليست صفقة السيارات الأولى لهذه النقابة, فهل قامت هذه القلعة من قلاع المجتمع المدني بكل و اجباتها و حققت كل أهدافها كي تتفرغ لإستيراد السيارات؟ ثم لماذا هذه المؤسسة -الغير تجارية قادرة دون غيرها على هذه الصفقات؟ و من هم القائمون على هذه النقابة المهمة و الذي أكاد أن أجزم أنهم لم يفقهوا العمل النقابي و لا هم مارسوه في يوم من الأيام؟ و أمر هذه النقابة واحد من إثنين: فهي إما تقدم هذه الخدمات من البحث عن هذه السيارات في أصقاع العالم و النظر في الأسعار و الشحن و غير ذلك، ثم إدارة الحجز و تسلم السيارات و إخراجها من الموانيء و من ثم تخزينها قبل تسليمها إلى الحاجزين- عملية طويلة- إما أنها تقوم بها صدقة على بابك يا كريم، و في هذه الحالة لنا أن نسأل من يغطي هذه المصاريف؟؟؟؟؟ أو أنها تقوم بها مقابل ربح و في هذه الحالة أنّا لها ذلك؟ و في الحالين فهذه العملية بأكملها لا تدخل ضمن مهام و لا أهداف نقابة الأطباء.
أوليس الأحرى بهذه النقابة أن تدرس و تنشغل و تحاول الجواب عن أسئلة المرضى الليبين- مواطني المجتمع الحر السعيد الذين شقوا أصقاع الأرض بحثاَ عن إجابات لأسئلتهم و علاج لمرضاهم؟

الحفيان