الجمعة، أغسطس 22، 2008

لسيف القذافي شكراً...أما القضايا الكبرى فباقية

لعل من غير المجدي إنكار أن ليبيا صيف 2008 ليست هي ليبيا ثمانينات القرن الماضي و إن وجدت أوجه للشبه عديدة. فالشارع أقل إحتقاناً و هموم الناس قد إختلفت, فبوابات التفتيش و زوار الفجر و زعيق اللجان الثورية لم يعد كما كان, هموم الناس إختلفت فصار السعي وراء لقمة العيش هو الهم الأكبر اليوم..
في هذا الإطار أيضاً لا يمكن إنكار الدور الذي قام به سيف القذافي في السنوات الأخيرة في تخفيف درجة الإحتقان في الشارع الليبي بإجراءات عديدة كان العامل الأساسي فيها, و إن كان من الصعب إنتزاع الكثير من التغيرات في الدولة و الشارع الليبي من الإطار و السياق الجيوسياسي للأحداث في العالم...لكن النتيجة هي تخفيف درجة الإحتقان في الشارع الليبي. لكن الطريقة التي تمت بها هذه الإجراءات من تصفية لوكربي و تعويض الميركان و الإعتراف - و إن كان على خجل بما تم في السنوات الماضية من تنكيل و جرائم في حق الكثيرين في ليبيا من قبل النظام و أذرعه المختلفة, رسخت فكرة القائد المنقذ و المخلص, فلم يكن من الممكن أن يتم أي من تلك الأشياء في ظروف البلاد المعروفة إن لم يكن وراءها سيف القذافي و بالتالي فهي تمت بإشراف من القذافي الإبن و مباركة و رعاية القذافي الأب, الاجنده و التوقيت و الملفات و المقدار كل ذلك تم بقدر...


و سنترك للتاريخ الحكم على أهمية دور سيف القذافي في نهاية القرن الماضي و بداية القرن الحالي في مسيرة الدولة الليبية...
سيف القذافي قال أنه سيترك التدخل في شئون الدولة لأنه لم تعد هناك معارك و قضايا كبرى تستوجب منه التدخل, أولاً يترك التدخل أو لا, سنرى وإن كان أن الأصل هو أخذ الكلام على ظاهره و لم نأخذ على سيف القذافي الكذب فالرجل أوفي بما قال في السابق.

أما أنه لم يعد في ليبيا قضايا كبرى, فهذا بعيد و الصحيح أنا لم نبدء المسير بعد: ملفات القمع لا يمكن إغلاقها بمجرد القول بأنه نعم وقع ذلك, لا يمكن إغلاقها و الليبيون ما زالو يرون جلاديهم يتقلدون مناصب في الدولة....فلا أقل من إبعاد هؤلاء عن أي مناصب في الدولة.

من القضايا مسألة المرجعية أو الدستور و إزالة قوانين القمع من لوائح قوانين الدولة الليبية, ثم قبل ذلك تفكيك حزب اللجان الثورية (الحزب الأوحد في ليبيا) وإن كان لابد من بقائه فليسمح لغيره من الأحزاب وينزع سلاح اللجان الثورية, فليتم الإتفاق على هيكلية للدولة الليبية, فليتم السعي لتأكيد سيادة القانون على الجميع في ليبيا, فليتم الإتفاق على أي خطوط حمراء أو زرقاء بين الليبين- لا أن يقرر ذلك سيف القذافي دون الليبين- فليتم ذلك في إقتراع حر و مباشر, فلتطلق حرية التعبير دون خوف الخ....


إن دخول سيف القذافي لساعة الفعل السياسي و إعلانه الخروج منه لم يزد على ترسيخ فكرة المنقذ, فقد فوت سيف القذافي فرصة قد لا تتكرر لوضع عربة قطار الدولة الليبية على طريق الإنطلاق للمستقبل, فتدخله لم يتمخض عن بداية أليات لعدم تكرار قمع النظام و ظلمه,فقد تم ما تم بالطريقة و في التوقيت لأن سيف قال ذلك و لم يكن لليبيون دور, فإذا خرج سيف القذافي لم يعد في الدولة ألية لإحداث أي تغيير أو فعل حقيقي في مسيرة الدولة الليبية....



الحفيان

22/8/2008




الخميس، أغسطس 07، 2008

ورقات ليبية مبعثرة في صيف 2008


إن من حرض و مارس و قاد العنف "الثوري" و المحاكم الثورية و علق المشانق في مدن و قرى ليبيا خلال العقود الأربع الماضية لا يمكن أن يٌقبل كحَكمٍ في أي مصالحة وطنية...
معمر القذافي قاد تلك المرحلة بكل مظالمها و جرائمها، فقد تمت تحت سمعه و بصره و بتحريض منه، أن العالم إختلف و الإتحاد السوفيتي تفكك، وحزب البعث تبعثر فهذا لا يبرر تلك الجرائم و لا يجعلها مستساغة أو مبررة إلا عند سيف القذافي...
لم يكن العنف و القمع في ليبيا القذافي مجرد حوادث هنا و هناك أو تجاوزات من أفراد، بل هو سياسة منظمة و نهج إخططه من إخططه بكامل وعي و إصرار...
ثم و إذا سلمنا بأن كل الجرائم التي أشر إليها سيف القذافي في كلامه الأخير و غيرها مما أغفل ذكره كانت تجاوزات, أما من مسئولية و لو أخلاقية لمن كان له زمام الأمور طيلة تلك السنوات؟

لكي تتم مصالحة وطنية, لا يكفي أن تقول أنه" كانت هناك تجاوزات ولكن ...", مشكلتنا في هذه الكن التبريرية التي ترفض الإعتراف بالخطأ...

ثم أي مصالحة وطنية هذه التي لا تتم إلا تحت عينك أنت فقط؟ سيف القذافي وحده يحدد أي ملف من ملفات السنين الماضية و الحاضرة يفتح؟ و متى و أين و بأي ضوابط؟ و كيف يقفل؟

أين نحن من ليبيا الدستور و ليبيا القانون و ليبيا النظام و ليبيا بدون إجراءات إستثنائية، حديثك الأخير كان إجراءاً إستثنائياً... بأي صفة حققت في عنف دولة القذافي؟ و بأي صفة تقول أن التحقيق قد أستُنفذ؟ و بأي صفة ستُحوِل الملف للنيابة كما تقول؟ بأي صفة تعلن قفل هذا الملف أو غيره؟
بأي صفة تتفاوض أنت مع الميركان و ترهن مستقبل ليبيا؟
بأي صفة تترسم متوحداً ملامح ليبيا المستقبل؟
أولم يجرب الليبيون ذلك من قبل، مع قائد "النصر!!و التحدي!!"
لماذا لا تدافع عن حق الليبيين، جميعهم، الأن، في حرية التعبير، و التجمع و العمل الصحفي و السياسي العلني و الحر؟
لماذا كل شيء محصور فيكم آلبيت القذافي؟ لماذا الإصرار على إحتلالكم منابر المجتمع المدني؟ هل هو لإجهاضها؟

مشكلتنا ليست في نظر من يقود "سيارة" البلد و عيناه مسمرتان في المرآة الخلفية, مشكلتنا أن السائق غير مؤاهل أصلاً! نقطة أول السطر.

ثم القول أنه في الثورات يحدث و يحدث... إذا سمينا إنقلاب سبتمبر 1969 ثورة، فقل لنا يا سيف القذافي ماذا حققت هذه الثورة التي إستلزمت حدوث كل تلك الجرائم؟ هل نقلت ليبيا من خانة الدولة الريعية المعتمدة تماماً على النفط؟ هل بُنيت دولة أصلاً خلال 39 سنة من حكم أبيك؟ الفساد المستشري في الدولة و التخلف الذي تشهد عليه شوارع مدننا في أي عهد ترعرع؟

ثم هناك إستحقاقات أخرى: ليبيا اليوم هي نتاج ما تم فيها في العقود الماضية، و بالتالي إذا كان الماضي أسود كما إكتشفت الأن- و بعد خراب مالط! كيف يمكن لجلادي الشعب الليبي "و أبنائهم أن ينعموا بما كسبت أيديهم من ثروات الشعب الليبي ليظلوا بذلك قوة ضاربة و سيفاً مسلطاً... فدهاقنة مكتب الإتصال و خضر الدماء و أولادهم صاروا أصحاب رساميل من أموال ملطخة بدماء و دموع ضحايا الأربع عقود الماضية... كيف يمكن لرُوّاد تلك المرحلة الزاخرة بالجرائم أن ينطلقوا بالمجتمع الليبي لغده...

كيف في ليبيا اليوم و الغد أن نستسيغ وجود تنظيمات مثل اللواء 69 و رفاق "القائد" و مواليد "الفاتح" و مواليد الفاتح فرع المعادي و الأقصر و.. و.. و.. و لا أنسى هنا رابطة أوفياء و رفاق خوك الساعدي...يال الهول! رفاق من ؟ هذه ليست من الأمس , فقط إقرأ الزحف الأخضر و الفجر الجديد- أو حتى أويا و قورينا خلال الشهرين الماضيين!

إذا كانت اللجان الثورية و ذراعها المسلح إجراءاً إستثنائياً فما مبرر وجودها الأن في ليبيا اليوم؟ و كذا القول على تعطيل الدستور و قوانين حماية "ثورة القذافي" و تجريم العمل السياسي الحر و قوانين العقوبة الجماعية!

قبل الخوض في قانون العقوبات و الذي لم تخل إشارتك إليه من تطمين للندن و واشنطن بأنه سيكون بمقاس "غرب-إنساني"! قبل ذلك ليتفق الليبيون على الإطار الدستوري لقوانينهم...على مرجعية تخرجهم من عقم نظام كتابكم الأخضر الذي لم يزد عقول أبناء ليبيا و ربوعها إلا تصحراً...
إطار لا يلزمهم بخطوطك الملونة، فبأي تشخيص يصبح القذافي خطاً أحمر؟ و ما معنى ذلك؟ و هل سينساق ذلك بالتبعية على كل ما يقوله و يفعله و يقرره و يصدر عنه, هو و أولاده؟

ثم ألم يتم إعلان 2 مارس الذي صار سوطاً مسلطاً على رقاب الليبين, ألم يتم تحت ظروف إستثنائية بحيث أن من عارضه في ذلك الوقت- و إلى الأن- يوصم الرجعية و العمالة و هو مستحق للسحق في الميدان؟ هذا البيان و الظروف التي أحاطت به إجراء إستثنائي بني على الإكراه و بالتالي فهو لليبيين غير ملزم! و إن كان سيف القذافي صادقاً في تصفية "تجاوزات" حقبة السبعينات و ما تلاها, فهذا أول مطلب .

إن القول بأن "الشباب" إرتكبوا أخطاء و فضائع و غرر بهم و أنساقوا وراء أوهام التكفير في إطار أي مصالحة وطنية مفترضة يستدعي السؤال عن أي دور لمن كان يفترض أنه يدير دفة البلاد و الذي كان يحرض علناً و على روؤس الأشهاد على العنف و التصفية الجسدية و يطرب لأنغام" شنقاً في الميدان" و يحرض على العقوبات الجماعية و "تهديم بيوتهم...و تشريد أطفالهم..." كيف يخرج مثل هذا من دائرة النقاش؟
و لكي لا يزايد أحد فإنا نرفض العنف ضد الأبرياء و من أي طرف صدر، و الضحايا من رجال الأمن يقعون ضمن دائرة الأبرياء.

ماقدمته قناة سيف القذافي التلفزيونية ليلة الجمعة كان مخيب للأمال... "نتكاشف" على أن تظهر الدولة و أجهزة الأمن على أنها الضحية ... و أن المشكلة هي "الليبيون الأفغان"!
و ما قدمه من معلومات و أغلب صوره كان يمكن لأي مهتم الحصول عليها إما من شبكة المعلومات أو من برامج لمحطات تلفزيونية أخرى، و باقي الصور للجثث و الأشلاء فمن أجهزة أمن الدولة... و "القيادي" نعمان بن عثمان فمع معلوماته متوفر! فشعار "الحقيقة" من أجل ليبيا للجميع لم يكن إلا تكريساً ل" لا اريكم إلا ما أرى"...
العنف خلال سني حكم القذافي لم يبدأ بجمعات الغلو في التسعينات من القرن الماضي، فعسف و قمع أجهزة الدولة كان أسبق، ثم و حتى في تلك الحقبة أين إقتحام البيوت و ترويع الأبرياء و الجموع من الأبرياء التي اودعت السجون و ممارسات فرق القبض و زوار الفجر من شريط قناة سيف؟
ألا ترى أنك ترى "الحقيقة" بنظارة النظام و أجهزته القمعية حتى بعد مرور كل هذا الوقت...
، لم يظهر في الشريط على سبيل المثال حتى اسرة واحدة أو أم واحدة فجعت في ابنها الذي لا علاقة له بجماعات الغلو... وقطعاً لا يمكن اختزال المظالم و ممارسات أجهزة القمع في الدولة في الحرب ضد الليبية المقاتلة أو غيرها من جماعات الغلو، أين منا السبعينات؟ و السجن المركزي؟ و شنق الطلبة في ساحات الجامعة، هل كان أولئك تكفيرين ايضاً؟ أين محاكم المهازل في 84 و حفلات الإعدام و التي كان يتلذذ عناصر الحزب الحاكم (اللجان الثورية) بالتعلق بأجساد ضحاياهم متدلية من أعواد المشانق و التى لم يسبق أن نصبت بتلك الصورة إلا في فترة حكم الطليان!
الحقيقة ليست مجرد كلمة تقال مفرغة من معانيها، يكفي دجل!

ما وقع في ليبيا خلال العقود الأربعة الماضية لا يمكن شطبه في ساعة...فيه دروس و عبر لا بد من الوقوف عندها و إستيعابها، و دون أن يستأثر طرف بحق تحديدها و تشخيصها والحكم عليها...العقود الماضية من زمن حكم القذافي ولدت شبكة متداخلة يزداد تعقيدها و تراكم مصائبها يوماً بعد يوم. فلابد من تشخيصها و تفكيك منظومة الفساد و القهر و الظلم و التخلف التي هي الحال في ليبيا اليوم. و لابد لهذا الجهد من أن يكون جهداً وطنياً لا ينفرد به نظام القذافي و لا أجهزته القمعية و لا مؤسسة سيف القذافي...بدون خطوط حمراء إلا ماتفق عليه الليبيون في مجموعهم... ليقول الليبيون حقاً بعد ذلك: لن يتكرر ما وقع أبدا!

لأهلنا نقول هل ستنتظرون إلى الصيف القادم ليظهر عليكم سيف القذافي بما أذن له به أبوه و نصح به الميركان من سناريو سمج للسنه (الحلقة) التالية من مسلسل التوريث في ليبيا "الغد"؟

و لسيف القذافي ... لا تخرج محاولاتك، بوضعها الحالي على الأقل عن محاولة إستخراج شهادة براءة لنظام القذافي من جرائمه في حق الليبين... ليبصم الليبيون على صك التوريث ... المصالحة الوطنية تستدعي الحقيقة دون تزييف أو تحريف و دون سخافات المدعو امبيرش!
عندما يعلم الليبيون الحقيقة كاملة...عندها فقط لهم الصفح إن هم أرادوا ذلك و إن كان من حقهم أن لا ينسوا! أما إعتقادك بأنك ستشتري سكوت الليبيون على مظالمهم و بأموالهم فهيهات...

الحفيان
يوليو 2008
El7efyan@yahoo.co.uk

الثلاثاء، أغسطس 29، 2006

Not enough, Mr Saif

A lot has been written and more said about what Saif Elgadaffi said in his most recent speech last week. And sifting through the different views expressed about what he meant makes for an interesting birds eye view of the spectrum of opinion of an important group of Libyans who cared to comment.

Going back to Saif’s speech; he certainly has a mountain to climb, not only in terms of the tasks ahead in Libya to effect any true perestroika or glasnost, but he also, and before that, has a serious credibility issue.

No body should be a prisoner of the misgivings of his parents, but Saif has ones of his own. If he was serious about change to the better in Libyan society, why should that be restricted to him personally?
He is the only one who can say that Libya is not the paradise that his father keeps reminding the Libyans that it is?
Or that there is no democracy in Libya? Or free media outlets? Etc.

What he announced, and the way he announced it, is a clear manifestation that it is the same old way of doing business that his father has been practicing for over 30 years- that it is “me”… I know best… you will do this… and that is the way it is going to be!

If Saif Elghadaffi was truly concerned about the lack of democracy and free speech in Libya, then why is he not campaigning strongly and loudly for a free Libyan society, for removing from the statue books of all laws that makes membership to a political party a crime, and expressing political views contrary to his father’s also a crime, or to stop unlawful imprisonment? etc.

Talking about millions of telephone lines, PCs and cars for the boys won’t wash with the Libyans who are having to struggle for their daily living.
Who are you in the scheme of things and in the decision making process in Libya? The fact that you think you can announce such “initiatives” that have huge financial implications is symptomatic of the old style single and narrow minded Ghadaffi’s way of management in Libya.

And by the way, it is so rich for Saif Elghadaffi to talk about the “fat cats” in Libya, because can he for instance explain how can his organisation- what ever it is called these days- announce $200 million of aid to Lebanon? How can a non-governmental charitable organisation like the Ghadaffi’s society for “development” be so awash with cash to pay all this money in the four corners of the earth? And please do not tell me that it is funded from his father’s book sales or that of his camels!
If you are to talk of fighting corruption in the Libyan state, let us start with your fundings.
Saif’s motives may be geniuine but whether he likes or not he is living in the shadow of his father’s rein and he will have to do quite a lot to prove that he really has the well-being of his fellow Libyans at heart. This may sound unfair, but Saif’s way of doing things is not helping.

It does not take a genius to decide that Libyans are not living in a paradise land, or that Libya is one of the most inefficient and corrupt states in the world and that the country is going no where fast if it continues under the same tyranny of Saif’s father.

I could not have put it better that Ali KeddI who recently said that Saif is manoeuvring to occupy the position of opposition in Libya. I will add that Saif himself and his sister have tried over the last few years to fill the vacuum in the civil society organisations in Libya; human right organisations, charities, health and welfare charities etc. I can not help thinking that all this was with the blessings of Ghadaffi, the father, trying to slip the carpet from underneath any national opposition or any primitive attempt at building a civic society or functional NGOs in Libya.

The Muslims brotherhood response to Saif’s speech was sad. Here we see one of the main so-called opposition groups giving a carte blanch to Saif and his organisation. They justify that by saying that what Saif is saying is “in the interest” of Libyans!
Oh yes! Ghadaffi, the father, still claims after all these years that he has only done what he did in Libya in the interest of ordinary Libyans!
For a main Libyan opposition group to capitulate in this way is really amazing and will probably indicate that we Libyans have a lot yet to learn even after all these years when it comes to politics. You should have been pushing and prodding and asking for more from the regime instead of accepting the crumps that he throughs at you.

Another pathetic view is that of Mr M. Buiseer when he says that the 70’s, and 80’s were a period that had its justifications! What? Executions, torture and a country going to the dogs justified?! You are committing Libya to more of the same if you justify the crimes that Ghadaffi and his thugs committed against Libyans. And if you can not see a way out or a future to Libya without Ghadaffi the father and his sons, then move over, or better still stay where you are, but please, do not justify or be little Ghadaffi’s on going crimes against Libya. You are insulting thousands of victims.

Many Libyans will probably say, oh well any thing will be an improvement in Libya now, and it can not get any worse! Some others will say, let us see the filled half of glass for now. Well, Libyans can do that, but the fact remains that all Saif Elgadaffi is doing is to pre-empt and abort any genuine national opposition by occupying its frontiers and we as Libyans should not give up our right and duty to shape the future of our country and that of our children.

El7efyan
El7efyan@yahoo.co.uk

الثلاثاء، مايو 09، 2006

يسـألونك عن السكة... أسئلة للمهندس سعيد "راشد" و للدكتور الزليطني


مرة أخرى أتساءل هل تعب الليبيون و يئسوا من أخبار الفساد المالي و الإداري في الدولة الليبية لكثرتها و تتابعها؟
أم هو أيضاً نوع من اللامبالاة؟ أم قلة الوعي؟ أم هو الخوف؟ أم هي ثقافة الإستعباد؟
أم خليط من كل ذلك؟

خبر على موقع اللجنة الشعبية العامة و مواقع ليبية أخرى مفاده أن اللجنة الشعبية العامة قررت رصد مبلغ 250 مليون دينار سنوياً لمشروع الطرق الحديدية...

طرق حديدية... مشروع كبير؟
بنية تحتية؟
250 مليون دينار سنوياً؟
مهندس سعيد "رشد"!!؟؟؟
الطرق الحديدية في ليبيا...ذات جدوى ثم ليست ذات جدوى...ثم ذات جدوى!؟

كان يجب لهذه المعطيات أن تثير بعض الغبار و تبرز العديد من الأسئلة.

و البداية برأس المشروع الحالى م. سعيد "راشد"...
ما هو تاريخ المهندس في إدارة المشاريع الكبرى؟ و أنا لا أغفل هنا إسهاماته في شركة الإلكترونات!!!

ما هو تاريخه الوظيفي ليعطى ميزانية 250 مليون دينار- و إنتبهوا أيها الليبيون ليس لسنة واحدة بل هي لفترة مفتوحة و هذا ما ينصه القرار " 250 مليون دينار سنوياً!!!

ثم ما هي التكلفة المتوقعة لهذا المشروع? لنعرف نحن الليبيون و الذين سيقتطع من ميزانيتنا 250 مليون دينار سنوياً متى سنسدد ما علينا لهذا المشروع؟
أم هو كغيره من المشاريع " العملاقة" كالتي يديرها المهندس "القعود" ذات الميزانيات (الهبرة) اللامتناهية؟ و يخرج علينا المفكرون بعد سنوات و يقولوا " كانت فيه أخطاء"!!!

و أين الدكتور الزليطني و هو على رأس مجلس التخطيط العام (!) من هذه المشاريع العملاقة و لماذا لا يكلمنا نحن الليبيون عن أعاجيب الدنيا المجمع رصد الأموال الطائلة لها؟

ثم يا سعادة المهندس سعيد، كيف بأمثال البسطاء من الليبين أمثالى أن نفهم كيف يكون مشرع عملاق كالسكة الحديدية في ليبيا يوماً ذا جدوى ثم بدون جدوى ثم مرة أخرى مشروع عملاق ذا جدوى؟

ثم يا سعادة المهندس...ما هو سعر التذكرة من طرابلس إلى بنغازي مثلاً المتوقع و الذي علي دفعه لأستقل القطار الجماهيري ( و أنا الأن كأني أسمع أحد الهتيفة يخرج علينا بهتاف – قطار جماهيري!) ؟ و هل سيكون سعر تلك التذكرة أقل أم أكثر من مرتبي الشهري طبقاً لأحكام القرار رقم 15 ؟

ثم يا سعادة المهندس و يا د. زليطني، بعد كم من السنوات سيدخل مشروع السكة الحديدية في ليبيا إلى الربحية؟ أم سيظل ينفق عليه كما على الأعجوبة الجماهيرية الأخرى- "النهر الصناعي" و الذي لا زال يبتلع 600 مليون دينار سنوياً كنفقات تسيرية رغم الهراء الذي أفادنا به القعود في مؤتمر الشعب العام الماضي؟

ثم ما بال ال 2000 كيلو متر من طول المشروع و التي هي خارج ليبيا؟ و هل سندفع ثمنها نحن الليبيون؟ و ما هي الجدوى الإقتصادية لذلك يا دكتور الزليطني؟

أيها الليبيون و الليبيات أفيقوا و افتحوا عيونكم و عقولكم و عوا ما يدور حولكم و ما يراد لكم و لأولادكم.
و أما عن السراق فلله في خلقه شؤون، و ما نبت من حرام فالنار أولى به و سيجده هؤلاء في عافيتهم و في أولادهم الذين يظنون أنهم بنهمهم و سرقاتهم يضمنون مستقبلاً لأولادهم! هيهات هيهات! و من يغلل يأت بما غل به... و اللبيب من إتعظ بغيره...

حفيان ليبي
El7efyan@yahoo.co.uk

800 million LD for the health sector this year...

أن تخصص مبالغ ضخمة للإنفاق على قطاع الصحة الذي لم يشكل الإنفاق عليه أكثر من 3% من ميزانية البلاد حتى الأن أمر ينبغي الترحيب به...و لست بالذي يصر على أن يبخس الناس أشياءهم.
إذن أقرت اللجنة الشعبية العامة 800 مليون دينار لقطاع الصحة لهذه السنة.
و هنا لا يكفي فقط أن تنضبط القرارات من حيث المحتوى لكن ألية إتخاذ القرار أيضاً تبقى غاية في الأهمية، ذلك أنه بدونها لا يوجد أي ضمانات للمساءلة.
و حول القرار الأخير لنا وقفات – و أسئلة:
1. من الذي أقر هذا المبلغ و على أي أساس؟
و أين كان هذا المبلغ حين أقرت الميزانية في مؤتمر الشعب العام؟
و هل هذا المبلغ من الميزانية التسيرية أم ميزانية التحول؟ و لماذا لم يظهر في أي منهما؟

2. إن إقرار مثل هذا المبلغ الكبير للإنفاق على الصحة في سنة واحدة ينبغي ان يكون لأهداف محددة و ليس للإنفاق على ما لا يزيد عن كونه إعلان مباديء كما جاء في التصريح الوارد عن اللجنة الشعبية العامة:

( تطوير الخدمات العلاجية المركزية والحدودية ....خدمات أمراض القلب والعناية ...غرف العمليات في المستشفيات المركزة...أقسام النساء والتوليد ...أقسام حديثي الولادة ...خدمات الأسعاف السريع والطائر...تجهيز المستشفيات المركزية والتخصصية من حيث رسائل التشخيص والعلاج والتأثيث.. .خدمات غسيل الكلى بجميع المراكز التخصصية.. .خدمات الأسنان....)

يعني أنه من حق الليبين أن يعلموا تحديداً و تفصيلاً ما هي أوجه إنفاق هذا المبلغ؟ ذلك ليكون من أقر و من سينفق هذا المبلغ في موقع السؤال عما يفعل في نهاية السنة المالية. و هذا ليكرس مبدأ مهم في أي مجتمع ألا و هو مكافأة المحسن و محاسبة المقصر و ربما عقابه.

3. إن بعض الوجوه الحاضرة في الإجتماع المذكور تظن أن لها وكالة حصرية على شؤون الصحة في ليبيا و أعني هنا من الأسماء المعلنة : أمين مجلس التخصصات الطبية و مدير برنامج زراعة الكلى والكبد على سبيل المثال.
الأول كونه أحد رموز مرحلة نتاجها هو ما وصلت إليه الصحة في ليبيا اليوم، فكيف أن تطلق يده في مشاريع الصحة مستقبلاً؟
ثم هذا الجهاز الذي هو أمينه- مجلس التخصصات الطبية- من أين جاء؟
و ما هو قرار إنشائه؟
و أين قانونه الأساسي؟
و لمن ترجع مسئوليته و تبعيته؟
و من الذي أقر أن منصب أمانته هو منصب مدى الحياة؟

أما الثاني- مدير برنامج زراعة الأعضاء- فمرة أخرى لمن ترجع تبعية هذا الجهاز؟ علماً بأنه و إلى حد الأن فالجهاز لا يخضع لإدارة المستشفى المركزي! و الجهاز يعمل بمركزية عجيبة تتمحور حول شخص العلم العلامة و الفهم الفهامة –مديره و الذي قال يوماً على التلفزيون الليبيى أن تكلفة زراعة الكبد في أوربا 300 ألف يورو! و لا ندري من أي مستشفى في أوربا جاء بهذه الرقم؟ و قبل هذا في أي مراكز زراعة للأعضاء تدرب مدير هذا الجهاز و متى؟
و بإستثناء مديرالجهاز من هو المسئول عن هذا الجهاز؟ أم هو مملكة "هبرة" مديره الحالي؟
ثم من يتولى سؤال هذا الجهاز عن برامجه و سياساته و نتائجه؟

لا يفوت هنا الإلحاح اللافت للنظر في تصريح اللجنة الشعبية العامة على " اعطاء الأولوية لما يقدم مردوداً سريعاً ينعكس على شعور المواطن بالتطر الحاصل في القطاع "، الصحة في حاجة لإنفاق كبير و لكن تبقى مشكلة الإصرار على النتائج قصيرة المدى!

ثم هل سمعتم أيها الأطباء الليبيون – يا من طال صمتكم! هل سمعتم؟
الصحة في حالها الذي أنتم به أدرى، و متنفذون فيها كأمين مجلس تخصصاتكم و مدير جهاز زراعة الأعضاء، و أخرون و 800 مليون لتنفق على الصحة في عام و إجراءات و نتائج قصيرة المدى؟ أين أنتم من هذا كله؟
ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا؟
أم هي:
و يقضى الأمر حين تغيب تيم ...... و لا يستأذنون و هم شهود
أنتم نخبة المجتمع و مقدمته فمتى ستتعلموا أن تسألوا و تصروا و تغضبوا و تصرخوا في وجه الأفاقين العابثين بصحة أبناء الليبين؟
أم هل ركبت رؤوسكم فعلاً و صدقتم فعلا أنكم بدع من القول؟ و أنكم فلتات زمانكم؟ و أنكم عملة نادرة في العالم؟ فهكذا يصوركم الإعلام الليبي و خصوصاً القابعون منكم خارج البلاد و في الغرب تحديداً؟ و إني لأشهد -و لنا بينكم أبناء و أقارب في داخل البلاد و خارجها ممن يصدم الإنسان حين ينصت لما يقولون و من نظرتهم الغيرية للتطوير و التغيير و بهذا نقول لأمين مجلس التخصصات و لمدير جهاز زراعة الأعضاء و لأمين الصحة الجديد:
خلا لك الجو فبيضي واصفري....... ونقري ما شئت أن تنقري

حفيان ليبي

الخميس، مارس 16، 2006

December 29 London Demonstration, Reflections

So there was a demonstration in front of the Libyan embassy in London. It is not the first and sure it won’t be the last. In itself, demonstrating in different capitals in Europe to raise awareness of the blight of the Libyan people, and in the case of the latest London demonstration the children infected with the HIV virus in Benghazi, is fair game and is a legitimate act in the national struggle to rid Libya of the Tyrant, Gaddafi. I sort of followed the work up towards this latest demo over the preceding few days and having seen the report from participants and the images of the demonstration on Libya News and Views, I will allow myself few comments.
I will have to insert a disclaimer right here; which is the fact that I do not for a moment doubt the sincerity of those people who demonstrated against the Libyan tyrant, today in London or at any time any where in the world. I do not doubt there motives or their love to their country and fellow Libyans. My observations are about the mechanics or the tactics and may be even the strategy of opposing and struggling with the Libyan regime.
I will start with few points;
1. The demonstration was mostly publicised over the PalTalk and few Libyan sites.
2. The timing was 29th. December.
3. The issue was meant to be around the HIV children in Benghazi.
4. It seems that several media outlets, Aljazeera, Alhora etc. were informed before hand.
5. The number of demonstrators was at best 50-60.
6. The placards were in Arabic and English.
7. The slogans on the placards were things like:

“PC Evon Fletcher murdered by Gaddafi”.
“We need justice.”
“Gaddafi is a killer, butcher, a terrorist.”
“….Gaddafi ordered the killing of 1200 political prisoners.”
“We demand an international investigation.”
“Pan-Am LN113 air plane was bombed by Gaddafi.”
“Justice produces peace, injustice produces fear.”

I guess if any level headed person drove by or walked near the demonstrators on 29 December would have wondered what the gathering was about. Put differently, has our message got through? I do not think so.
For once the issue around which the demonstration was meant to centre was the crime of infecting children in Benghazi with HIV. The bigger problem is the opposition to a killer dictator, i.e. Gaddafi. The message was no where to be seen. The slogans on placards seemed as if they were recycled from other previous demonstrations.
Pan-Am, 1200 political prisoners etc and that is not by any way, shape, or form taking away the significance of these other issues, but the message was fussy.
Worse of all was a placard held by a young girl saying “PC Evon Fletcher murdered by Gaddafi”. This will interest nobody on London streets these days. Totally off message.
The timing of the demonstration, 29 December, was totally wrong and probably reflecting naivety. Those of us who lived in the west for a bit will know by now that the political machinery goes on idol between Christmas and New Year. In other words no body will listen to you; the British media is mostly in festive mood and will not bite. I understand that the organisers timed that close to the announcement by the Libyan Supreme Court in the case of the Bulgarian nurses, but that is the point, Gaddafi is learning folks. He timed this announcement perfectly so it will generate the smallest fall out, more about Gaddafi’s learning later.

Aljazeera, Alhora and the likes are OK if they cover the story, but they did not, simply because a demonstration in front of the Libyan embassy in London may be “news” to us but it is a non-event as far as international media outlets are concerned. They run on a different agenda. What would have been much better was the UK NSPCC (National Society for the Prevention of Cruelty to Children), for example.

Libya and its people have suffered in the hands of a tyrant for over 30 years. In the last few years and particularly after the September 2001 attacks and subsequently the attack on Iraq in 2003, Gaddafi changed tactics and strategy to go with the flow and the international political climate of a unipolar world.
He joined the “war on terror”, so every opposition group is a terrorist group, and it helps if that group has any Islamic flavouring.
Free market and oil, role on.
Capital punishment and stuff, he can do that too; he more or less changed the Libyan penal code in few hours. In other words he learned to talk the talk. The Americans and before them the British like that very much. Why intervene militarily directly in a country if a tyrant can hand it over and its resources on a silver plate? They (US and UK administrations never wanted to raise a finger even over the latest jamming of satellites by the Libyan government. So put simply the guy can not do any wrong at the moment in the eyes of the Americans and the British.

But have those who are trying to work against Gaddafi learned much from previous experiences or have they adjusted to changing circumstances?
I am not sure they are doing that in an effective and timely fashion. For the most part they are trying to talk in the language of the 1980’s and 90’s and what Gaddafi represented then to the West. Unfortunately the 80’s and 90’s have come and gone and Libyan opposition groups, for various reasons, never delivered a killer blow to the regime.
Our opposition to the dictatorship in Libya should be divorced from what the US or the UK governments think of the regime. Of course we have got to read the geopolitical map but we should push our cause as we see fit and play the game.
Gaddafi is sitting on mine of gold, and his behaviour and the way he conducts himself can simply be explained by survival instinct and because of that Libyan opposition groups can not compete with him on a material and resource level. The example of the Amal station is a classic. Gaddafi however is vulnerable to pressure especially in issues of freedom of speech and human rights and stuff like that, issues that are close to the “hearts” of western politicians. But a demonstration like this latest will cut no ice in this regard.
Timing, message, audience are all important. Opposition groups will need to fight small battles in well targeted campaigns to achieve the strategic victory of freedom and justice to Libyan people in a free Libya. Regardless of what has been said about the opposition meeting last summer in London, it was literally just that, a meeting. Although the effect on the regime at the time was noticeable which goes to prove the point that nothing disturbs Gaddafi than well publicised opposition activities. But opposition activities are a means to a strategic end. We can have a demonstration in London every Thursday, like the one this week and the regime will learn to live with it. The message was fussy and no body will pay attention and Libya’s dark night extends further.

Another issue is having a foot hold, a base for the opposition groups inside Libya, and this card ought to be played to the advantage of Libyans. This does not have to be confrontational. Doing “good” and fighting “evil” inside Libya is another way of fighting small tactical battles in the bigger war of liberation.

El7efyan.
30th. Dec. 2005


الأربعاء، مارس 15، 2006

"و يستمر مسلسل "الفك عكس التركيب

لعله من الأمور الطبيعية جداً أن لا يوافق مواطنوا دولة ما على كل قرارات حكومة تلك الدولة أو حتى على معظمها، فللإدارة التنفيذية في أي دولة مهام وأولويات قد لا تتفق تماماً مع كل آمال أفراد الشعب، و لكن يبقى أن تصرفات الحكومة في أي دولة يجب أن تدور في إطار المصلحة العامة لمواطني تلك الدولة و إن إصطدمت بإختيارات بعض أفراد مواطنيها. لكن ماذا لو كانت تصرفات الحكومة في دولة ما تدور حول نفسها في تخبط دائم؟
موقع اللجنة الشعبية العامة على الإنترنت إجمالاً كان خطوة تحسب للدكتور شكري غانم، رغم أي سلبيات و رغم ما يرى البعض من أن الدكتور قد نجح أو فشل في إدارته للجنة الشعبية العامة خلال السنوات القليلة الماضية، و لعل تقييم فترة الدكتور شكري غانم في رئاسة الوزارة في ليبيا أن يترك الأن للتاريخ، فهناك من المهام العاجلة التي تشغل أي ليبي غيور ما يجعل تشريح فترة وزارته مهمة غير عاجلة
قلت نقل الموقع خبراً مفاده أن
من ناحية أخرى اعتمد د. شكري غانم في الأول من شهر الربيع (مارس) من ضمن آخر القرارات التي عتمدها قرار اللجنة الشعبية العامة رقم 36 الخاص باعادة تنظيم الثانويات التخصصية لمرحلة التعليم المتوسط بحيث تكون مدة الدراسة فيها 3 سنوات بعد اتمام شهادة التعليم الأساسي وأن يتم اختصار التخصصات في جانبين هما العلمي (أساسية وتطبيقية) والأدبي (انسانية واجتماعية) وأن يضم كل جانب تخصصين فقط وذلك مراعاة للظروف والامكانيات ومتطلبات الدراسة في هذه المرحلة والتي تليها. على "أن يبدأ العمل بالتعديلات الجديدة بدءا من العام الدراسي القادم 1374 - 1375 و.ر 2006 - 2007 م

!بالضبط ... يتم إختصار التخصصات في جانبين هما العلمي و الأدبي
يعني ترجع الثانوية العامة كما كانت. من حيث المبدأ ليس هناك محضور في رجوع أي حكومة عن أي قرار تصدره ثم يتبين أنه غير ناجع، لكن المصيبة في المجتمع الحر السعيد هو أن الإنسان لا يحتاج أن يكون خبيراً متفرداً ليدرك الأخطاء بل المصائب التي تتظمنها القرارات الصادرة عن اللجنة الشعبية العامة أو ما يسمى بمؤتمر الشعب العام.
الإشكالية أدهى و أعظم حين تصدر هذه القرارت بناءاً على توجيهات "القايد"، فهي عندها غير قابلة للنقاش- و الأمثلة على ذلك كثيرة، و في النهاية يأتي "القايد" و يتنصل عن المسؤلية – و ذلك بعد خراب مالطا طبعاً، و أموال و أوقات تهدر و مستقبل شباب يتلاعب به، و بالتالي مصير بلد يظل تحت التجربة.
أدلجة القرارات و القوانين في ليبيا مسألة يجب التوقف عندها كثيراً و يجب أن تتوقف و إلا سيستمر الرفس و التردي.
*****

إنتظر البعض إجتماع المجلس التشريعي في ليبيا "مؤتمر الشعب العام" وجاء كالعادة مخيباً للآمال، و مظهراً لمشاكل هيكلية في ألية إتخاذ القرار في ليبيا. بدأه "القايد" بحكم و عبر على الليبين- و طبقاً للقوانين النافذة أن يتخذوها "منهج عمل" لا يناقش.
إن المرء ليحار كيف يرتضي الليبيون و تحت أي ظرف و أي مسمى أن يتخذوا من كلام بشر في الماضي و الحاضر و المستقبل "منهج عمل"! هكذا شيك على الأبيض كما يقولون!
من ذا الذي لا يسأل عن ما يفعل؟
من ذا الذي لا ينطق عن الهوى؟
من ذا الذي لا يتطرق الخطأ و النسيان و الهوى إلى كلامه لنتخذه "منهج عمل" و نصيغه قوانين!
ماذا دهى بني وطني ليسلموا قيادهم و مستقبل أولادهم لهذا العبث؟
و لا يحتج علينا أحد بأنها مجرد "توجيهات" فقط، فالجميع في المجتمع الحر السعيد يعلم أنه لا يسع أي مسؤل تنفيذي تجاوزها. ألم يجتمع أمين التعليم العالي السابق بأمناء اللجان الشعبية للجامعات لدراسة كيفية تنفيذ توجيهات "القايد" حينما إجتمع بطلبة و أساتذة الجامعات الليبية وقال: " خله كل من يبي يدخل لكلية في الجامعة خله يدخلها و خله ينجح و إلا يفشل..." (و من يدفع الثمن بعدين يا "قايد"؟)
تم إجتماع المجلس المذكور بعد أيام قلائل من لقاء "القايد" بالطلبة و الأساتذة، و المأساة في ليبيا أن نخبة المجتمع الليبي لم تر من الضرورة التنبيه إلى النتائج الكارثية لمثل تلك التوجيهات "الرشيدة".
أي معنىً بعد هذا للجامعات و التعليم العالي و الإمتحانات و مجلس التخطيط العالي و الواطي؟

و على ذكر مجلس التخطيط العام، فقد إجتمع هذا المجلس الموقر قبل إجتماع مؤتمر الشعب العام لتدارس ماذا سيفعل بمليارات ميزانية التحول لهذا العام و التي كان قد أقرها مؤتمر الشعب العام في قراره رقم 2 لهذه السنة قبل ذلك بوقت قصير، و دعى إلى إجراء دراسات جدوى للمشاريع المجمع إقرارها!
السؤال : يا إخوانا نحن الأن في الشهر الثالث للميزانية، فهلا تفضل أي فيلسوف من أفاقي الثورة من الأحمق البهيم[1] إلى الأستاذ بودبوس إلى "البروفسر" صالح إبراهيم أن يقول لنا على أي أساس أقرت الميزانية إذن؟

*****

التغيير الوزاري الأخير جاء ليواصل مهرجان "الفك عكس التركيب" و مسلسل الرفس و التردي: إلغي وزارة التعليم و الصحة و الإسكان ثم ركبها من جديد، ثم فكها ثم ركبها!
يا أخواننا "الليبيين" هذه صحة و تعليم – و الأمر كذلك لباقي القطاعات، يعني مستقبل أولادكم! فمتى ستكون لكم وقفة أمام هذا؟
و لا يحتج أحد بأن الوزارتين أعيدتا الأن و بالتالي يا دار ما جاك شر، لأن الإعتراض لا زال قائم على التلاعب بإدارة و تخطيط مجالي التعليم و الصحة، لا يمكن إدارة القطاعين إدارة يومية محلية بمنأى عن إستراتجية محددة و برنامج زمني مدروس.
المشكلة أن أدلجة القرارات و "التوجيهات" في لييبا تعني أن الإعتراض عن مثل هذه القرارات- إلغاء وزارتي الصحة و التعليم في حينه كان يعني مخالفة لتوجيهات "القايد" و هذا لا يستقيم في المجتمع الحر السعيد!
إذن يصدر القرار و ينفذ و يسبب من الفوضى ما الله به عليم، ثم يتم بهدؤ و بدون ضجة التراجع عنه و كأن شياءً لم يكن! العبث كان ظاهر من بداية صدور قرار الإلغاء ... لسنا بحاجة للموت لنستيقن أن الناس يموتون!
و يتردد كثيراً بين الليبين "خليهم يلبزوا" ، "كله خرَاف"، و كثير مثل هذا من مظاهر العجز و الإستسلام و اللامبالاة و الجهل بسنن التغير في الأنفس و الأفاق.
نعم أيه السادة، لكن هذا "الخرَاف" -أيه السادة- يعبث بمصائر و مستقبل أولادكم!
هذه بلدكم و هي بلد أولادكم من بعدكم، فإتقوا الله فيهم و أنظروا ما أنتم تاركون لهم؟

و إن المرء ليعجب من هذه الخشب المسندة فيما يسمى بمؤتمر الشعب العام و كيف تسمح لهم همهم العالية في إرسال "التهاني و التبريكات لقائد النصر و التحدي"، إنه و الله الرفس و التردي.
هذه اللامبالاة تراها واضحة في مداولات مؤتمر الشعب العام و الذي يشكل وجود الأحمق البهيم في أمانته كارثة في حد ذاتها، فهذا المخلوق يظن أن لديه وكالة حصرية على معرفة ما يجوز و ما لا يجوز و ما هو سائغ و ما لا يسوغ في إجراءات و قرارات و طريقة عمل المؤتمر، و ما يصح و ما لا يصح في ليبيا.
أما الذين معه في أمانة المؤتمر فهم يسيرون بالرموت كنترول، و خاصة "الشيخ الزناتي" و الذي لو فقه للزم بيته، فهو لا يكاد يحسن إلا أن يرفع صوته على القلة من أعضاء المؤتمر ممن يبادرون و يسألون أسئلة منطقية على المهزلة التي هي مداولات مؤتمر الشعب العام. و أقول القلة لأن المرء لا يكاد يصدق ما يدور في جلسات هذا المؤتمر.
و مثال ذلك حين أرغد و أطال و أزبد رئيس جهاز تنفيذ النهر الصناعي "العظيم" في تعليقه على ما قالته المؤتمرات في الجهاز. و أتحفنا المهندس بمعلومات عن الأبار و الحقول و كميات المياه و التي خلافاً لما كنَا نعتقد تتدفق تحت رمال الصحراء الليبية إلى الأراضي المصرية! و ذكر لنا الكميات بالأمتار المكعبة في الثانية، و قال أن الميزانية التسييرية للمشروع لا تزيد على 12 مليون دينار فقط!
لكن المهندس أغفل أن يجيب عن أسئلة أكثر بساطة:

إذا كانت الميزانية التسيرية لا تزيد عن 12 مليون دينار، فما بال ال 650 مليون دينار المرصودة للنهر الصناعي لهذه السنة؟
ثم ما دام المهندس يتحدث عن أرقام ألا يخبرنا عن المدة المتوقعة لتنفيذ المشروع و ما هي التكلفة المتوقعة؟
و لا بأس أن يعلمنا أيضاً عن عدد محطات التحلية التي كان يمكن لتلك المبالغ أن تنجزها؟ و الملاحظ جداً الأن أن الحديث عن محطات التحلية و الحاجة إليها بدأ يبرز و كنا قد إعتقدنا أنَا قد كُفينا بإنجاز "النهر العظيم"!
و هل لدى المهندس أيضاً معلومات عن تكلفة مرطة الشعير أو القمح المروية بمياه " النهر العظيم"؟
ثم ما هي المشاكل التي برزت خلال تنفيذ هذا المشروع "العظيم"؟ من مشاكل التآكل و كيلومترات الأنابيب التي جرفتها الأودية؟ فضلاً عن الأثار البيئية الحاصلة و المتوقعة لهذا المشروع؟
هذه أسئلة كان يتوقع أن تَرد في جلسة مؤتمر الشعب العام حين الحديث عن "النهر العظيم"، لكنها لم ترد! لا بد أن يحرج هؤلاء و يسألوا و كفانا ضحكاً على الذقون.

******

إنطلق أمين اللجنة الشعبية العامة الجديد بخطوات دعائية واضحة، فعن موقع اللجنة:
"أفاد الأخ أمين اللجنة الشعبية العامة د. البغدادي المحمودي أن مشكلة الحجز في وسائل نقل للشباب الذين قاموا بإيداع جزء من القيمة المقررة لوسيلة النقل في حساب أمانة اتحاد الشباب الليبي بكل من مصرفي تاجوراء وجنزور الأهليين..أن هذه المشكلة سيتم الانتهاء من حلها في غضون أسبوعين بما يضمن لكل شاب قام بحجز في وسيلة نقل أن يتحصل على حقه كاملا. هذا وسيتم الإعلان من خلال موقع اللجنة الشعبية العامة الالكتروني ووسائل الاعلام المختلفة بعد أسبوعين عن توضيح الكيفية التي سيسترد بها هؤلاء الشباب كامل حقوقهم
جميل و حسن أن ترد الحقوق إلى أصحابها لكن الأجمل أن لا تتكرر الأخطاء الفادحة.
و عن مشكلة السيارات في ليبيا فلنوفر على الدكتور عناء الدراسة و التمحيص: المسئلة و ما فيها يا دكتور أننا في بلد مترامية الأطراف و ليس فيها مواصلات عامة و ليس فيها عدد كاف من السيارات لمواطنيها- إلا إذا عديت خردة أوروبا- و نضيف إلى ذلك أن ليبيا ليست بلد مصنع للسيارات و لن تكون- إلا إذا إستثنيت "صاروخ القايد المهندس"، فبناءاً على ما تقدم و بدل الفوضى و التخبط و تحول نقابة الأطباء إلى وكالة إستيراد سيارات و روابط الشباب و نقابة المحامين الخ، فلتعطي "الخبز للخباز" و ليفتح باب إستيراد السيارات بطريقة تجارية و في وضح النهار و يفتح باب المنافسة في الأسعار و تكون بذلك سوق طبيعية تسري فيها قواعد العرض و الطلب، أم أن ذلك سيضيع "هبرة كبيرة" على بعض الذوات؟
و المنطق نفسه يسري على "مشكلة الإسمنت":
سوق متعطش + إنتاج محلي لا يكفي = يسد الفراغ بإستيراد الضرَّاب" على قولة غوَار!
و قس على ذلك مشكلة الهواتف النقالة منها و الثابتة- و لي عودة مع البريد و الهواتف في المجتمع الحر السعيد قريباً إن شاء الله.
يا أخواننا معظم مشاكل ليبيا المزمنة من هذا النوع و هي من البساطة و حلولها من البداهة بحيث لا تحتاج لأمثال ذلك الدعيَ من هارفارد الذي لهف الملايين و راح إلى حال سبيله. فمتى يستفيق الليبيون و يطالبوا بحقوقهم في العيش في وطن تعمه الحرية و العدالة و النماء؟ و متى سيعي "المعارضون" القابعون وراء البحار أنه لا "الإعلام العالمي" و لا منظمات حقوق الإنسان و لا البيت الابيض و لا الغرب أو الشرق سيسترد لهم وطنهم، و إنما هو العمل الجاد داخل الوطن لتوعية بني وطنهم بحقوقهم و حثهم على المطالبة بها بكل قوة و العمل على فضح و كشف و إحراج و الوقوف في وجه كل "ثوري" مرتزق -أو حتى غبي لم يع بعد فداحة المأساة التي جلبتها "التوجيهات الرشيدة".
و إن غداً لناظره قريب ....

الحفيان[2]
http://tripoli-blogger.blogspot.com

[1] يتكرر إستخدام إسم أحمد إبراهيم مع هذا الوصف و هذا لا يصح فالوصف لا يستقيم إلا مع ما يناسبه من الأسماء.
[2] هذا ليس لقب العائلة و لما سببه إستخدامي لهذا الإسم من إحراج لبعض من يحملون هذا اللقب فأنا أعتذر عن ذلك و أعذل عن إستخدام هذا الإسم بعد الأن إلى "ليبي حفيان".

الأحد، مارس 12، 2006

صديقي توفاه الله...

توفي صديقي رحمه الله، و سائر المسلمين بعد ما أخذه الترحال ككثير من المرضى الليبين في أسابيعه الأخيرة من طرابلس إلى مشافي تونس مروراً بطرابلس مرة أخرى وصولاً إلى أحد العواصم الأوربية و منها إلى المركز الطبي بطرابلس. كل هذا على نفقته الخاصة و مما إستدانه و جمعه له الأحباب. هذا و قد عمل طوال عمره في مؤسسة المجتمع الحر السعيد منذ إنطلاقها، و دفع كل ما عليه من ضرائب مادية كانت أو معنوية

بلغني أن والدي رحمه الله تعالى و سائر المسلمين- و الذي كان قد مر بتجربة مماثلة منذ عدة سنوات، كان يدعو و يقول في حياته أن الإنسان في ليبيا عليه أن يدعو الله تعالى دوماً أن لا يمرض و أن لا يظلم، و كل ما بعد ذلك فهو هين. التعليل طبعاً واضح

الحفيان[1]
[1] هذا ليس لقب العائلة و لما سببه إستخدامي لهذا الإسم من إحراج لبعض من يحملون هذا اللقب فأنا أعتذر عن ".ذلك و أعذل عن إستخدام هذا الإسم إلى "ليبي حفيان