السبت، فبراير 18، 2006

صبراً بنغازي فإن غداً لناظره قريب

" أفادت الوكالة الفرنسية (أ. ف. ب.) للأنباء في تقارير لها من طرابلس وروما أن عددا من القتلى سقط اليوم (الجمعة 17 فبراير) خلال مواجهات بين الشرطة الليبية ومتظاهرين اقدم بعضهم على احراق قسم من المبنى الذي توجد فيه القنصلية الايطالية في بنغازي... "
صبراً بنغازي...
ما أرخص حياة البشر في بلدي...
لا أقل من تسعة شهداء- نحسبهم كذلك- في شوارع بنغازي في مظاهرة أرادها النظام للدعاية الرخيصة...
لكن صدق مواطنينا في بنغازي لا يعرف الزيف...
فخرجت هذه الجموع لتعبر بصدق عن غضبها عن من أساء لنبيها المصطفى صلى الله عليه و سلم...
و لعلها إحتشدت المشاعر في قلوب الصادقين من أبناء بنغازي خلال المظاهرة...فالشارع في ليبيا و في بنغازي تحديداً مشحون أصلاً...
فخرجت المظاهرة عن سيطرة أزلام النظام...و تحولت إلى مظاهرة غضب صادق لكل ما أصاب أبناء هذا الوطن و الأمة جمعاء من هوان...
أزلام النظام لم يتعودوا صدق المشاعر...هم لم يتعودوا إلا المسيرات المليونية المسيّرة و الباهتة...
و لأجل عيونك يا إيطاليا...يُعدم الشرفاء من أبناء ليبيا في شوارع بنغازي برصاص أزلام النظام...

هل تساوي قنصلية إيطاليا في بنغازي أو حتى إيطاليا كلها قطرة دم طاهرة من دم مسلم خرج غاضباً لنبيه؟

لأزلام النظام و أفراد أجهزة الأمن خاصة الذين كانوا منهم حضوراً في أحداث أمس الجمعة نقول:
الذين أطلقتم عليهم النار هم أخوة لكم شرفاء خرجوا غضباً لنبيهم صلى الله عليه و سلم...
الذين قتلوا منهم -أو اصيبوا اصيبوا برصاصكم...
فانظروا ماذا أنتم قائلون لربكم يوم الحساب؟
إنه و الله الذي لا إله غيره لن يغنيَ عنكم أنكم من أفراد الأمن و لا أنكم كنتم تنفذون أوامر صادرة لكم...
لن يغيَ ذلك عنكم ولا عن أمثالكم شيئاً...
فالله الله في الدماء...فإنه لن يغنيَ عنكم القذافي يوم الحساب شيئاً فكل نفس بما كسبت رهينة...

أما للقذافي فنقول ( فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا )، وإن غداً لناظره قريب...

ولكل أبناء ليبيا نقول: إن طريق الحرية ليس معبداً بالورود و للحرية ثمن لابد نحن دافعوه...إذا أردنا حياة كريمة عزيزة لنا و لأولادنا من بعدنا...
وقفتم بين موتٍ أو حياةٍ ... فإن رُمتم نعيم الدهر فاشقوا
و للأوطان في دم كل حرٍ ... يدٌ سَلَفت و دينٌ مُستحّقُو
للحرية الحمراء بابٌ ... بكلِ يدٍ مضرجةٍ يُدقُّ

و لنعلم أنه من يتهيب صعود الجبال ...يعش أبد الدهر بين الحفر.

الحفيان