السبت، ديسمبر 17، 2005

لا لم ينته الدرس ...و لم تتعلم شيئاً...

التلفزيون الليبي نافذة عجيبة و مأساوية على ما تردت إليه ليبيا في ظل (القايد) الأممي, الفلتة, ال..., ال..., ال....

في أحيان كثيرة كنت أتعجب كم عدد المكيفات ذوات القطعتين في خيمة (القايد)؟
و هل هي مكيفات إل جي؟

و أعجب أكثر من هذا المخلوق المتناقض_الذي يصر علىإستقبال زواره من غير الأمريكان في خيمة مكيفة ترتع حولها النوق كما حصل مع توني بلير و الذي أصبح يتنذر بذلك!
إن الوقوف عند هذا التناقض وهذه الجزئية يسهّل جداً إدراك الطريقة المريضة التي يتعامل بها (القايد) مع الأمور في ليبيا...

في الأسبوعين الماضيين توقفت عند فقرتين أو ثلاث للتلفزيون الليبي...
أولاها كان يديرها شخص إشتغل في مجال الإعلام الزراعي لسنوات لا تقل عن عشرين سنة, و لكنه مع الأسف لم يفقه بعد أبجديات الإعلام و لا إدارة اللقاءات الإذاعية, فضلاً عن أن يكون موضوع هذا اللقاء يناقش مشروعاً "حضارياً" و "عظيماً" مثل بحيرات سرت العظمى!
نعم كان أخوان "خبيرين" يقدمان لنا بحماس مشروع ضخ مياه المتوسط إلى منخفضات في المنطقة الوسطى من عمق الصحراء الليبية!!
فكما دفعنا المياه الحلوة من الجنوب إلى الشمال بتكلفة أكثر من 30 مليار دولار لكي يستعملها العمال النيجيريون في محطات غسيل السيارات...."نحن" أو على الأقل هناك من يخطط و "بإرادته الحرة" و ينفق الوقت و المال من أجل دفع مياه البحر إلى الصحراء في "نقلة حضارية عملاقة" !
و الهدف كما شرح و أفادنا الخبيران هو:
أولاً- أن هناك "خلخلة" سكانية في وسط البلاد و مثل هذا المشروع "العملاق" "سيوطّن الناس" حول بحيرات سرت "العظيمة" ...
و كأن مدن الساحل الليبي قد فاضت بسكانها!

ثانياً- جلب السياح...
و كأن الشاطيء الليبيى -أبو ألفين كيلو متر- لم يعد فيه شبرٌ لمصيف يستوعب السياح من بنى الأصفر...و السياحة صارت شنشنة قديمة و تعلة جديدة لكل المشاريع الغير واضحة الجدوى التي يراد تمريرها .

ثالثاً- "تلطيف الجو"...نعم!!!
و لا أدري لمن ذلك؟ إلا أن يكون لعقارب العتعت!

رابعاً- توليد الكهرباء و التعدين ...
في دولة نفطية لم تستغل أو تستثمر طاقاتها النفطية بعد....

و الأستاذ المذيع يسمع و يمجد و يمدح!

ماذا دهى هذه البلاد؟...و أي بلوى أصابتها حتى يعاني أهلها هذا السفه؟

ويستمر الخبيرين في الحديث عن الدراسات "العلمية" التي أشرفا عليها و أن الأجانب "مهتمين" بهذا الأمر (و لا أدري أمشفقون هم أم شامتون أم ماذا؟). ثم قرر أحد الخبيرين أن يبين لنا و على الخرائط مواقع "بحيرات سرت العظمى", فكلف الخبير الأخر أن يواصل الحديث معنا (المشاهدين) بينما أنبرى هو و الأستاذ المذيع لتعليق الخرائط على الحائط -.خرائط هذا المشروع العظيم الذي درس دراسات علمية عميقة...
و كأن ميكروسوفت لم تنتج بعد البور بوينت!

المشكلة في ليبيا و التي يأبى النظام المتعجرف ورغم 36 عاماً من التخبط و العبث بأموال البلاد و حياة أهلها, أنه كيف لنا أن نأمنكم أيه القوم على الوقوف على مشاريع من نسج خيالكم؟...أو أية مشاريع أو مخطاطات قد ترصد لها و تذهب فيها مليارات من ثروة الشعب الليبي؟ و قد رأينا رأي العين "إنجازاتكم العملاقة" السابقة و التي كما قال مدير مصرف الإدخار و التنمية الأسبوع الماضي "خسرنا فيها مرتين" الأولى يوم أنفقنا على إنشائها دون نظر للجدوى و الثانية حين أنشأت اللجنة الشعبية العامة صندوق و ملأته بمليارت من أموال الليبين كي تغطي بها ديون هذه المنشأت التي يراد تخصيصها .....و السرقة و الهدر لا يتوقف عند هذا الحد , بل يمتد إلى القروض التي سوف تعطى لحمد و حميدة لشراء هذه المؤسسات بأثمان بخسة و ذلك بضمان رهنية مساحات من الصحراء الكبرى ...
و الكل طبعاً من اموال "المجنب" الذي إدخره لكم (القايد) – حتى تصلوا-أيها الليبيون- سن الرشد!
طبعاً-بينما مئات الشباب الليبين لا يزالون يمنون النفس بالقروض الإسكانية!

خطبته في أكاديمية صالح إبراهيم للدراسات العليا...
في صلفه و كبره المعهودين, يتحدث و يرغي و يزبد و كأنه يعي ما يقول و كأنه إستوعب شيئا من دروس الماضي أو أن لطرحه أي علاقة بعلم أو تعلم...

تقول " (نحن) أخطأنا ووضعنا ناس ثوريين في مؤسسات عامة ...فخربوها"!

و هل هذا إكتشاف أيه العبيط؟ و الشيء من مصدره لا يستغرب...

و إن كنت حقاً قد إكتشفت فداحة جرمك, فبعد إيه؟ ...."مشاريع" و "مصانع" و "مباني كلها خربت"!

و تاتي أنت الأن بالحل – كما أتيت بالحلول لليبين دائماً جاهزةً...." الحل هو بناء الإنسان....الحل هو بناء المزيد من هذه الأكاديميات". أكاديميات صالح إبراهيم!!

أبداً لم تستوعب الدرس...فنعيد لك من جديد...

ألست أنت من دعى إلى تجميد العمل بالقوانين النافذة في الدولة...
ألست أنت من دعى و حرض على " الثورة الثقافية"....
ألست أنت من خرب مؤسسات الدولة الليبية الناشئة...
ألست أنت من ترأس حركة تثوير المناهج...
ألست أنت من حرض على تثوير مؤسسات الدولة...
ألست أنت من خرب البنية التعليمية...
ألست أنت من دعى و حرض و دفع بقوة إلى مشاريع كانت كوارث إقتصادية و مادية و إنسانية...
ألست من جعل الجامعات الليبية مرتعاً للرعاع من ثورييك و "حوارييك" و لم ترض منهم بأقل من شنق الشرفاء من أبناء ليبيا في ساحات الجامعة في بنغازي و طرابلس؟
ألست من جعل جاهلاً كأحمد إبراهيم وزيراً للتعليم؟ ثم ماسكاً بزمام القرار في "برلمانك" المهزلة؟
ألست أنت من دعى و حرض على الزحف على المؤسسات العامة و الخاصة من قبل عصابات اللجان الثورية...
ألست أنت من حرض على "التصفية الجسدية" "لأعداء الجماهير"...
ألست من قال عن معارضيك "سنرمّل نساءهم و نيتم أطفالهم"؟
ألست من حذر من "قطار الموت" الزاحف, ثم ها هو يركض ليركب...
ألست من زجّ بالبلاد في حرب لا ناقة فيها و لا جمل في تشاد, أزهقت فيها الأرواح و أتلفت المليارات, ثم تسأل من حفتر هذا؟ و هل أنتم (الليبيون ) فعلاً كنتم في تشاد؟
ألست أنت من دعى إلى الجمهرة...
ألست أنت من دعى إلى العمل التناوبي...
ألست من دعى إلى "منزلية التعليم" و جمهرة الجامعات؟
ألست أنت من دعى و حرض على تعميم وباء "الجامعات" في كل قرية في ليبيا , حتى صار في ليبيا ما لا
يقل عن عشرين كلية طب لا تملك واحدة منها مقومات الكلية...
ألست من دعى إلى إتخاذ "العقوبات الجماعية" سبيلاً لقمع المعارضين لحكمك؟
ألست من قال "طز في أمريكا" ثم قال بعدها "يلعن أبو الفلوس" و دفع للأمريكان المليارات من مال الليبيين؟
ألست من قال "طز في أمريكا" ثم شحن بعدها منشأت ليبية على نفقته للأمريكان ليعرضوها في خيمة و "إلى ما يشرى ...يتفرج"!
ألست من في عهده إنتشر و إستشرى الفساد المالي و إنتشرت المتاجرة بالأعراض و تفشت الدعارة و سرت أفة المخدرات بين صفوف الشباب ؟
ألا يزال ثوريوك و "حراسك" و "حواريوك" يعيثون فساداً في مؤسسات الدولة و ينهبون إقتصادها و يرهنون مستقبل أبنائها؟

ألست ...ألست...ألست....

تقول "إكتشفنا" هذه الأخطاء الأن...و نقول إنك كنت مخطئا أمس و أنت مخطيء اليوم...

و نقول كان هناك في ليبيا في كل تلك المراحل الكثيرين ممن قالوا لك أن ما تفعل كان مقدمات منطقية للمأساة التى تعيشها ليبيا و شعبها اليوم, و قد دفع الكثير أرواحهم ثمناً لكلمة حق قالها...

ألا يعد من السفه بعد هذا محاولة الإستماع لرأيك في سبيل خروج ليبيا من هذا النفق المظلم؟

تقول "نحن" إكتشفنا" أشياء و "تعلمنا" أشياء ...

و تصر على إستعمال ضمير الجمع محاولاً و كعادتك إخراج نفسك من المسؤلية المباشرة على ما جرى في ليبيا...فأنت أجبن من الإعتراف بأخطائه كالرجال!

و نقول أنك لم تتعلم شيءً بعد ...فالذي يتحدث اليوم في أكاديمية صالح إبرهيم عن تعلم الأشياء هو ذاته الذي كان من أيام قليلة مضت ُينظّر لملتقيات كملتقيات "شباب مزدة في طرابلس"!!!!!

هل ستعي الأن أن الليبيين لن يأخذوا ما تقول على مأخذ الجد أبدا!

فقد سمعوا قبل ما قال الشاعر عبد الكريم عطية – ما يغركم تغيير بعض أحواله.
[1]

و على دعاة الإنفتاح على النظام الليبي أن يسمعوا و يفقهوا...و إن غدًا لناظره قريب....


الحفيان
El7efyan@yahoo.co.uk


[1] الشاعر عبد الكريم عطية – ما يغركم تغيير بعض أحواله
http://www.libya-nfsl.org/Audio/Poems/MaYaghurkum.ram